حتى تكون مواطناً خالصاً

حتى تكون مواطناً خالصاً

إن تعريف الواضحات ، وتبيين البينات ، من أعضل المعضلات ، فمن الصعب أن تجد تعريفاً سهلاً لـ"الإنسان" ، مع أنه أنت ، ومهما وجدت تعريفاً منضبطاً لهذا المخلوق الفضائي ، فلن يكون تعريفك له أسهل وأوضح من هذه الكلمة " الإنسان " ، وهذا المثال الصغير ، يبين الخلاف الكبير حول معنى كلمة " الوطن " وماهية وحقيقة "المواطنة" ، خصوصاً بعد مظاهر الاحتفال باليوم الوطني المجيد .
لذا سوف أهديك هدية تحوي مآل فكري ، وأطراف ذهني ، ونتيجة تأملي ، وختام تفكري في معنى الوطن والوطنية ، فقد سبكتها لك على شكل وصايا ، فإن طبقتها كنت مواطناً وطنياً ، وإن أهملتها كنت عميلاً أجنبياً ، وسميتها "الوصايا الجياد في معرفة حق الوطن على العباد "وهي مساهمة بسيطة ، حتى لا تختزل الوطن في رسمٍ على خريطة ، وحتى تواكب العصر ، وتلاحق الدهر ، وتسابق الزمن ، وتكون حقاً من أبناء الوطن ، فعض عليها بالنواجذ والأضراس ، وكن أكثر حرصاً من طقاقة في أعراس :
1. عليك أن تعرف تاريخ اليوم الوطني ، وتحفظه عن ظهر قلب ، وتحفّظه أبنائك وبناتك ، وخالاتك وعماتك ، حتى تبيع أكبر كمية من : الشباصات ، والأعلام ، والأصباغ ، والصور ، على المواطنين المحبين ، والمواطنات المفتونات ، حتى لا ينفرد البنغالية بالاستفادة الحقيقية من اليوم الوطني المجيد ، فكن أول من يستفيد .

2. عليك أن تعبر عن حبك لوطنك بسد جميع شوارع الوطن ، وتكسير جميع سيارات المواطنين ، وإيذاء أكبر عدد من المواطنات ، أما إن صاحب ذلك سرقة سيارات المواطنين ، ورمي شرطة الوطن بالحجارة ، والتسبب في بعض المشاجرات ، وفلق بعض "سرابيت "الوطن ، فقد نقشت حب وطنك على جدار قلبك ، وخرسانة كبدك .

3. عليك بترديد الأغاني الوطنية ، والأهازيج الشعبية ، وإن أيقظت النيام ، وأزعجت الصيّام ، و إن زاحمت الأذان ، وصمّت الآذان ، وآذت قارئ القرآن .

4. أما إن غازلت بعض المواطنات ، وتحرشت بصبايا الوطن ، فقد حققت لهن أمانيهن ، ولبيت لهن رغباتهن ، فهن لم يخرجن لهذه التجمعات المشبوهة إلا لذلك ، لا أبالك .

5. عليك بحمل صورة المليك المفدى ( عبدالله ) ، وتوزيعها ، ونشرها ، وإن داستها الأقدام ، ومزقتها عجلات السيارات ، فقد مزقت وداست ، الأطهر والأجل والأشرف ، لفظ الجلالة ( الله ) .

6. احذر من أعداء الوطنية الحقيقية ، فصفاتهم واضحة جلية ، هم كل من لم يرقص بعلم الوطن ، وإن اعتقد ما فيه ، وكل من لم يرفع صورة المليك ، وإن أحبه ودعا له بظاهر الغيب ، وكل من لم يشارك في المسيرات ، وإن تعذر بقيام الليل والصلوات .

7. وعليك بصحبة الليبراليين والليبراليات ، فهم الوطنيون وهن الوطنيات ، فلا يريبك كثرة انشغالهم بالسفريات ، ولا تعجب من ازدحامهم على عتبات السفارات ، فهذا من نشر الثقافات ! ، ومعرفة الحضارات ! .

8. أما إن كنت من تجار الوطن ، ، فعليك برفع أسعار الطعام ، حتى يسهل على المواطن الصيام في بقية أشهر العام ، ويسهل على المواطنة الرشاقة وحسن القوام .

9. وإياك أن تسأل عن سبب انهيار سوق الأسهم ، فقد ذهبت الأموال للأحق والأفهم ، وإن سألت عن تأخر التنمية وسرقات شركات الباطن ، فلست بمواطن .

10. أما إن سألت عن الباقي من الميزانية ، فليست عندك وطنية .
http://kaaatib.maktoobblog.com/?post=540162

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حتى تكوني ليبرالية

المقامة التركية

المثقف بين الأدلجة والدبلجة