حتى تكوني ليبرالية


حتى تكوني ليبرالية
نصائح مجانية للمرأة السعودية


يقال : أن النصائح كانت تباع وتشرى في بعض البلدان ، ولها أسواق عامرة في بعض الأزمان ، ولكني سأقدمها اليوم هدية مجانية ، لمن شغلت المنظمات ، وأتعبت الجرائد والمجلات ، وصارت حديث المذيعين والمذيعات ، بل تعدى أمرها إلى الدول والمؤتمرات ، حتى صارت من كروت الانتخابات الأمريكية ، لعل اهتمامهم بها ، وتدخلهم في خصوصياتها ، يساهم في فوزهم ونجاحهم في أعظم انتخابات على وجه البسيطة ! ، فالكل يخطب ودها ، والكل يهمه أمرها ، والكل يطالب بحقوقها ، ويدعي نصرتها ، وكأنها همهم الأول ، وشغلهم الشاغل ، وقضيتهم الأزلية الأبدية ! .
أقدم هذه النصائح ( للمرأة السعودية ) حتى تكون ليبرالية ، وحتى تستفيد من كل عرض ، وتستأثر بكل فرصة ، وتغتنم كل ريح ، وتركب كل موجه ، وكلي أمل أن تفهم المراد ، وتتبين الطريق ، ولتعلم أن الفرص لا تدوم ، والرياح قُلّب ، والموج يحكمه مد وجزر ، وعلاج ذلك كله ، العجلة في تنفيذ الوصايا ، وتطبيق النصائح ، قبل أن تندم في وقت لا ينفع فيه الندم :
ندمت ندامة الكسعي لما********* غدت مني مطلقة نوار
فحتى لا تندم ندامة الكسعي ، ولا تطلقها المنظمات والدول ، أهديها هذه النصائح لتقرأ مابين حروفها ، وما تحت سطورها ، فهي حرة لبيبة ، عربية أريبة ، تغنيها الإشارة ، عن ترديد العبارة .
1. إذا أردت أن تحظي باهتمام بني ليبرال ، وأحفاد أبي رغال ، فعليك باستغلال سني عمرك الأولى ، فهي محط أنظارهم ، وبؤرة اهتمامهم ، فكلما زاد عمرك ، قل اهتمامهم بك ، فلم يدافعوا يوماً عن كبيرة ، ولا أرملة كسيرة ، فأعدي لشيبتك في شبابك ، ولضعفك في قوتك ، قبل أن ينقضي العمر ، ويحدودب الظهر .
2. وإذا أردت أن تكوني جل اهتمام القوم ، فعليك بتغطية عقلك ، وإلغاء روحك ، فليس لهما عند القوم قيمة ، ولو بلغا عندك منزلة عظيمة ، وعليك بإبداء ما خفي من جسدك ، فتحريره هو المراد ، وقيمتك به تزداد ، فلم ينادوا بخلع الحجاب إلا من أجله ، ولم يناضلوا لخروجك من المنزل إلا للاستمتاع به ، ولم يطالبوا بالاختلاط إلا للقرب منه ، وسهولة الوصول إليه ، فإذا أردت اهتمامهم فأعطيهم ما يهمهم .
3. وإن أردت أن تنالي كل التقدير والإعجاب ، وتخلع عليك الأسماء والألقاب ، فالأمر سهل ميسور ، بل ومن أسهل الأمور ، فما عليك إلا تنقص أوامر الشريعة ، ووصفها بالظالمة المريعة ، فالمَحرم مجرم ، والولاية من أسباب الغواية ، أما المحتسبون فظلمة متربصون ، عندها تكون لك عند القوم الحظوة ، ولن يكون بينك وبين الشهرة سوى خطوة ، ثم تكوني كاتبة شهيرة ، ومثقفة خطيرة .
4. عليك بالهوايات النادرة ، والوظائف الشاغرة ، وإن قيل عنها غريبة وتافهة ، حتى تفوزي بلقب الأولية ، وتدخلي موسوعة غينيس السعودية ، ولا يلزم أن تكوني جراحة ماهرة ، أو عالمة نادرة ، فيكفي أن تكوني أول راقصة باليه سعودية ، أو أول مطعسة سعودية ، حتى يتسابق عليك المذيعون والمذيعات ، والصحفيون والصحفيات .
5. أما إن دخلت بوابة الإعلام ، فقد دخلت عالم الأحلام ، فالكل رهن إشارتك ، والكل تحت إمرتك ، فلا يهمك ضعف ثقافتك ، أو ضحالة معلوماتك ، أو سطحية فكرك ، فالمهم عندهم القوام ، والابتسامة والهندام ، ولا تنسي طاعة الكبار ، فمعصيتهم تجلب المتاعب والأخطار ، فربما ضُربت لتتعلمي ، وربما أُهنت لتتأدبي ، وهذا شر لا بد منه ، وأمر قليل من سلم منه .
6. فإن أردت استعجال الأمور ، وعدم الرضا بالميسور ، وأردت الشهرة بأسرع الطرق ، وأيسر السبل ، فما عليك إلا أن تكتبي رواية ، وتملئيها بقصص الخنا والغواية ، فإن وصفتيها بمذكرات واقعية ، وقصص حقيقية ، وسميتيها باسم مدينة محافظة ، فقد بلغت المجد بلا جهد ، ونلت المنى بلا عناء .
7. وإذا أردت أن يتخاطب بشأنك الرؤساء ، وينشغل بأمرك الملوك والأمراء ، وتقام من أجلك المظاهرات ، وتلغى من أجلك المحاكمات ، فكوني رخيصة عِرض ، وبائعة هوى ، فإن كنت سهلة المنال ، وأيسر من لبس النعال ، فستهتم بأمرك هيلاري ، وإن كنت من سقط الجواري .
8. إياك أن تصدقي ما يقال عن بؤس المرأة الغربية ، وأنها في سوق النخاسة مرمية ، وأنها تتمنى العودة للبيت والأسرة ، فهذا من التشويه المؤدلج ، معروف المصدر والخرج ، ولا تصدقي أي إحصاءات تتحدث عن النسب العالية للاغتصاب ، والنسب المهولة للانتحار ، فهذه إشاعات وكذب وافتراءات ، يروجها المؤدلجون والمؤدلجات .
9. وإن أردت إثبات صدق ولائك ، وتجديد انتمائك ، فعليك بالسخرية من المتدينات ، ووصفهن بأبشع الصفات ، فهن جاهلات مهما بلغن من العلم والثقافة !! ، ومحرومات مهما نلن من الشهادات والمناصب !!، وسجينات مهما أنتجن !!، ومضطهدات مهما أبدعن!! ، و حزينات مهما ابتهجن !!، وإن ثبت غير ذلك فقد ذهبت دولتك ، وولى زمانك .
10. أما إن حاولت إقناع العالم أن واقع المرأة السعودية هو واقعك ، وأن ممارساتك المتأمركة هي نهج السواد الأعظم ، وأنك لا تعانين من غربة في الفكر بين السعوديات ، ولا تعانين الأمرين بسبب احتقار السعوديات لك ولأمثالك ، وأن أغلب السعوديات ينتظرن المخلص الليبرالي ، والسوبرمان الأمريكي ، فقد تحولت من مريدة إلى مُرادة ، ومن ناظرة إلى مُنظّرة ، وعندها ستبقى أهميتك وإن احدودب ظهرك ، وإن انقضى عمرك ، وعندها ستكونين خليفة لهدى شعراوي ، وشبيهة لنوال سعداوي .

تعليقات

‏قال على عبدالله
بارك الله فيك

انا كنت علقت على مدونة سابقة لك وهى كيف تكون ليبرالى
واعجبنى اسلوبك فى الكتابة
لذلك اتشرف باضافة مدونتك عندى حتى اطلع عليها جيدا واتعلم منها

اسال الله ان يزيدك من فضله
واسال الله ان يوفقنا لصد اعداء الدين

بارك الله فيك

خالص تحياتى
‏قال غير معرف…
ماشاء الله اخي الكريم

رزقك الله قلما سيالا وفهما نيرا بارك الله لك فيما رزقك

اعجبني جدا اسلوبك وطرحك ويسعدني ان اكون من زوار مدونتك العامرة وفي انتظار مقاماتك يا اخي الغالي

مدونة رائعة بما تحويه الكلمة

تحياتي لك

محمد (كروكودايل)
‏قال kaaateb
شكرا لك واهلا بك
‏قال kaaateb
حياك الله أخي

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المثقف بين الأدلجة والدبلجة

المقامة التركية