المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٤

المقامة القرآنبة

المقامة القرآنية حدثني خالد بن يزيد ، بعد غيبة سنة أو تزيد ، حدثني والعبرة تكاد تخنقه ، والحسرة كادت تمزقه ،  حدثني وهو يشتكي ، وعلى عصاه يتكي ، يذكر ما رآه من أهوال ، وعظائم تخر لهولها الجبال ،  يقول : مررت بالبيت العتيق ، وحيداً بلا رفيق ، لأذهب عن قلبي الرّان ، بتلاوة البقرة وآل عمران ،  فالجلوس في رواقه ، والمكث بين أهل القرآن ورفاقه ، وقراءة الطوال والمفصل ،  من النعيم المعجل ، وحينما دخلت ، وإلى الحرم ولجت ، تسمرت قدماي ، وشخصت عيناي ،  فلم أسمع دوي أهل الرحمن ، ولم أرَ ناشئة القرآن ، فكأنما الأرض ابتلعتهم ،  وكأنما العنقاء التقطتهم ، فرحت أتساءل أأنا ببيت الله ، أم نزل بنا أمر الله ،  فإذا بطفل في الصحن ، عليه علامات البكاء والحزن ، فسألته أين حلق القرآن ،  وأين صحبك والغلمان ، فقال وهو يبكي، وعلى حزن عميق يتكي :  أغلقها من لطخ سمعتنا بين الأمم ، قلت : أبُعث أبرهة ذو الشرم ،  أم حضر ذو السويقتين وقَدِم ، أم سرق القرامطة الحجر،  فهم أسوء من ألحد بالبيت وفجر ، قال : لكل زمان أبرهة  ، ولكل دهر قرامطة ، قلت هات ما عندك من خبر ، فكلي آذان وسمع وبصر  ، قال : سُلط على الحرم أمير ،