أيهما أخطر الكفر أم التكفير؟؟؟


والله إن الإنسان ليعجب من التناقض الغريب الذي نشاهده في الساحة الثقافية والإعلامية السعودية ، فتجد من يكتب الكفر المحض ، ومن يتلفظ بالشرك الذي لا شك فيه ، ومن يحرف معنى كلمة التوحيد ، بدون أي اعتراض من صحفيينا الأفاضل ، وبدون أي تعليق من كتاب أعمدتنا النحيلة والسمينة ، وما أن يبين علماء العقيدة الحكم الشرعي في مثل هذا التجديف والزيغ وهم أصحاب الاختصاص في الأديان والمذاهب والعقائد ، وهم من نالوا الدرجات العلمية العالية في هذه التخصصات الدقيقة حتى نجد التعليقات الساخرة والتعقيبات المشبوهة والاستعداء الممجوج من قبل إعلام بلاد التوحيد وبلاد الحرمين الشريفين !!!!

والسؤال الذي أتمنى أن أجد له جواباً ..

أين تعقيباتهم واستعداءهم للسلطة ولسادتهم من الدول الأخرى ، وأين غضبتهم وإنكارهم ممن وقع في الكفر ، وتجاوز الحد ، وأراد أن يخلط الإسلام بغيره من الأديان المحرفة والوثنيات المبدلة ، في تلبيس غبي ، وحيلة حمقاء ؟!!!

فإن كانوا يعتقدون خطورة التكفير ، فليعلموا أننا نوافقهم إن كان التكفير صادراً من جاهل حاقد ، أو في حق مسلم لم يفعل الكفر ولم يتلفظ به ، أما إن كان التكفير من أهل العلم والاختصاص ، وفيمن وقع بالكفر مختاراً عالماً ، فالتكفير هنا دين يدان الله به ، ولا يجوز كتمه والسكوت عنه ، وإلا بدل الدين وزالت الشرائع ، ولم يبق من الإسلام شيء ، فالتكفير الذي يصدر من أهل العلم فيمن يستحقه من الناس ، كان من أكثر الأسباب التي حفظت هذا الدين وأبقته على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام .

وليعلموا أن الوقوع في الكفر أعظم ، والسكوت عن من يريد تحريف الدين ، وتشويه أصله الأصيل وركنه الركين ، جريمة لا تغتفر وخطيئة لا يسكت عنها .
فكان الواجب عليهم الأخذ على يد زميلهم ورده إلى صوابه حينما تجشم ما لا علم له به ، أو البراءة من فعله الشنيع ، أو على الأقل عدم مناصرته على باطله فذلك أضعف الإيمان .

ولكنه التناقض الذي تعودناه من صحافتنا الظالمة ، وإعلامنا المضلل ، وصحفيينا الخونة ، الذين يذرفون دموع التماسيح على الظالم والمعتدي ، إذا كان خصمه العلماء أو الهيئات أو القضاة ، وما قضية أبو كاب عنا ببعيد ، وبعده قضية فتاة القطيف ، فقد سجل لهم مواقف متقابلة متضادة في قضيتين متشابهتين في بعض الجوانب ، في تناقض صريح ، يدل على أن طريقتهم في التفكير بعيدة عن الموضوعية مجانبة للمنطقية التي ينادون بها ، وهم في الحقيقة أبعد الناس عنها .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حتى تكوني ليبرالية

المقامة التركية

المثقف بين الأدلجة والدبلجة