مقامة خالد بن يزيد وحلقات تحفيظ القرآن

خالد بن يزيد و" حلقات تحفيظ القرآن "


حدثني خالد بن يزيد بحديث فيه تجديد ، حدثني عن عصرنا ، وبعده عن سلفنا ، فأخذ يذكر عيوبه وسيئاته ، ويكثر من إيراد سلبياته ، حتى كرهت نفسي ، وشح علي نَفَسي ، فضاق الصدر ، وتمنيت الموت والقبر ، فأردت أن ألجمه ، وعن منجزاتنا أكلمه ، فلم أجد ما به أفتخر ، ويرفعني عليه فأنتصر ، إلا شباب القرآن ، وخاصة الرحمن ، " طلاب الحلق " حفاظ الرعد والفلق ، فحدثته عن ملازمتهم للذكر ، وحرصهم على البر ، وعن لزومهم الجماعة ، وسمعهم لربهم والطاعة ، حدثته عن دويهم بالقرآن ، وحفظهم له بإتقان ، يرجّعون الآيات ، ويفهمون المحكمات ، أثر القرآن عليهم بين ، وسرد الورد عليهم هين ، أثر الدين عليهم ظاهر ، وإلى ربهم السرائر ، ويغضون عن المحرمات البصر ، ويديمون في التفاسير النظر ، تعلقت قلوبهم بالمساجد ، فتراهم مابين راكع وساجد ، ونشئو على طاعة الله ، لعلهم ممن يظلهم الله ، تراهم ... فتعرفهم بسيماهم ، تعرفهم بالتزام السنة ، ودوام شكرهم لذي المنة ، تعرفهم بدوام التعبد ، وصلاة الضحى والتهجد ، فقد أحيوا سير الأسلاف ، وجانبوا دروب الغواية والاختلاف ، فقد جمعوا بين العلم والعمل ، حماهم ربي من الزلل ، يُنشّئون على تربية متكاملة ، لكل خير شاملة ، عاشوا في زمن الشهوات ، وسهولة الفحش والمنكرات ، فكان سلاحهم الصبر ، وسلوتهم "القابض على الجمر" ، أحبوا القرآن من نعومة أظفارهم ، وشغلوا به أعمارهم ، فهو نعم الزاد ، ألا يكفي أنه كلام رب العباد .

قال خالد بن يزيد : إن كان هؤلاء في عصركم ، فلله دركم ، فقد ذكروني سير السلف ، وحواريي عيسى وفتية الكهف ، بل ذكروني بأخبار دار الأرقم ، فقد كانت محضن كل مسلم .

قال خالد بن يزيد : اسألهم لي الدعاء ، فأظنهم لله أولياء .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حتى تكوني ليبرالية

المقامة التركية

المثقف بين الأدلجة والدبلجة