المقامة الرمضانية



حدثني الثقة ، ذو الحب والمقة ـ أبو عبيد العابد ، ابن يزيد خالد ـ حدثني قائلاً ، وبدا متسائلاً : شهر الصيام أقبل ، ولم أرى من يعمل ، عملاً يدل على تعظيمه ، واحترامه وتكريمه ، فلم أرى إلا شباك الطائرة ، والاستراحات الساهرة ، ساهرة على مسلسل ، بحضرة المعسل ، أو على الأغاني ، وتمايل الغواني ، فهم خلفوا الشيطان ، بالفجور والطغيان ، فلما صفد إمامهم ، سدوا مكانه لا أبا لهم .

ومنهم من لم يفقه من الصيام ، شهر الجود والقيام ، إلا الفيمتو والسنبوسة ، والشوربة الملحوسة ، أما الحلى والجلي ، فهي أثمن من الطلي ، أما المرق والثريد ، فلم يؤثر فيهما التجديد ، كأنهم قبله في مجاعة ، أو يحسبون الأكل طاعة ،

ومنهم من تزودوا بخير زاد ، فهم والله خيرة العباد ، انشغلوا بالذكر ، لربهم والبر ، لازموا المساجد ، بين راكع وساجد ، يتدبرون المثاني ، ويتأملون المعاني ، يتفقدون الفقير ، ويدعون للأسير ، يقومون على اليتيم ، والأرملة الكليم ، يدعون للفضيلة ، أنعم بهم سليلة ، يفطرون الصائم ، ويعينون القائم ، ينفقون الجزيلة ، بخفية وحيلة ، يرجون عظيم الجزاء ، من ربهم ذي السخاء .

قلت : يا أبا يزيد ، أتيت بالمفيد ، فبما تنصحني ، وبأي فرق تلحقني ؟
قال : بعد هذا البيان ، موضوعه والعنوان ، تسأل عن النصيحة ؟
ثم قام غاضباً ، وولىهارباً ، يحوقل ، ويسترجع ، ويستعيذ ويستغفر !!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حتى تكوني ليبرالية

المقامة التركية

المثقف بين الأدلجة والدبلجة